على الرغم من هذا الغياب الأبدي،
ومن هذا البعد الطويل،
حبيبتي .. !
رأيتك نخلة تتمايل في رمال الصحراء،
رأيت جذورك تتفرع بين أغصان،
طواها الزمن البعيد.
نعم .. الزمن البعيد ...
لقد رسمت خريطتي على نهديك،
ورسمت لوحة حب على خديك،
ومن أعالي تلك الجبال أرسلت لك مرسالي
أنا حبيبتي .. عمري أمامك عبد ضعيف،
مصاب بداء اسمه الحب المقتول.
أحس إذا ما التقينا حبيبتي،
كأني غمامة صيف،
أحاول إخفاء ذلك التوتر في شفتين،
يصغر عمري ويكبر عمري،
فأشعر في لحظات ..
حبيبتي .. بأني طفل،
وفي لحظات أخرى،
أحس بأني تجاوزت،
مائة عام.
أحبك حتى لو أصبح هذا العالم لي،
أحبك رغم بعدك عني،
أحب الحياة لأنك تعيشين بها،
حتى لو انتهى كل شيء من حولي،
سأحبك أكثر فأكثر ..
لأن عمرك صار جداول
مرمر.
أعرف أنك حبيبتي .. آخر الأمنيات،
آخر بيت،
وآخر بحر،
وآخر حبة قمح على الشرفات،
وآخر طير فوق كتفي
لأنك صرت المقيمة
في جسد، مرصعة بحبات لؤلؤ، على قلبي،
فإن طال حكم الله،
ما بينك .. حبيبتي..
تكوني أنت مني.